عاشق تحت المطر ..!!
الجوُّ ماطرْ
لا يملُّ السكبَ في كأسٍ مُثابرْ
والضوءُ تحملُه الغيومُ السودُ ناحِبةَ الغدائرْ
والحبُّ بحّارٌ إذا ضحكتْ لهُ الشطآنُ
يستجديهِ ياطرْ
يلهو بأشرعةِ السحابِ
ويشتهي عَبقَ المَخاطرْ
ويخوضُ ملحمةً تُعادُ
وتنتهي معها البلاد ُ
لفاتحٍ شرسٍ وشاطرْ
مازالَ يملؤُها لآلئَ تُقتَنى قَسراً
وآلافَ الجواهرْ
تَختارُ إيقاعاً رتيباً
كلما انهمرتْ على الشُرُفاتِ
واجتاحتْ شبابيكَ المدينةِ .. والمنائرْ
تُذْكي تَظاهُرَةَ الرياحِِ المُستهينَةِ
بالشوارع والبيوتِ
يُعينُها وَلَعُ القلوبِ المستكينةِ .. دائماً
لهديرِها العذبِ .. وللروحِ الدفينةِ
تشتري كلَّ الضّمائِرْ
.....
إنني في مثلِ هذا اليومِ
قد أصبحتُ شاعرْ
وتلونت جَنباتُ لَيلِيْ
بالقناديلِ الجريئةِ و المشاعرْ
والعيونُ السودُ ترمي مُهجتي فوقَ المَجامرْ
كلما زادتْ جروحي
وارتوَت من ريشةٍ بِكرٍ وآلافِ المحابرْ
حينما تصحو كلوحاتٍ على جُدرانِ رُوحي
تسرقُ الألوانُ نبضي ..
تحتويني كلَّ ثانيةٍ وتقذفُني إلى أبعدِ خاطرْ
عِشقِيَِ الرسامُ يحملُني بعيداً
للفضاءاتِ التي تُغري وتُبقيني وحيداً
لاهثاً خلفَ الظواهرْ
........
لا يُلامُ العاشقُ الفياضُ إن كثُرت
بموسمِهِ الخسائرْ
فجميعُ من وَالُوهُ ألهَبَهُم
وأعثرَهم على ذاتِ المقاليدِ المذيبَةِ
والمنابرْ
وتوحّدت في ناظريهِ
مخالبُ التنينِ والفكرُ المُغامرْ
وتنفّسَتْ فيه البَراري سِحرَها
وتنوعت في غيها
وتخلَّلتْ كلَّ العناصرْ
تارةً تأتي بأُخرى
للهطولِ الحرِّ والرعدِ المُسيطِرِ
في رُؤى كلِّ الخَواطرْ
لا تَمَلُّ حديثَها عن عاشقٍ
أهدى حبيبتَهُ نهاراً عاصفاً .. شعراً .. وموسيقا
و جواً غام َ دهراً..
وارتقى ليكونَ ماطرْ
...